كتبت ـ داليا أيمن
لم يجد الطفل الفلسطيني نفسه إلا وحيدًا في مواجهة مشهد يفوق طاقته؛ طريق غارق بالدماء والدخان، وأم خُطفت من حضنه بصاروخ من الاحتلال، فسقطت جثة هامدة أمام عينيه.
لم يملك الصغير سوى تراب الطريق ليحتضن جسد أمه، فدفنها بيديه المرتعشتين وهو يصرخ «يا أما».. صرخة دوّت في القلوب قبل أن تصمت في الهواء المثقل برائحة الموت.
ورغم دموعه التي لم تجف، شد الطفل على نفسه، وحمل شقيقته الصغيرة على ظهره كأنها آخر أمانة من أمه الراحلة، وسار وسط الركام والدخان هاربًا من صواريخ الاحتلال.
لم تكن بطولته فقط في إنقاذ أخته، بل في قدرته على اختيار الحياة رغم الموت، وفي أن يبرهن للعالم أن الأطفال الفلسطينيين أبطال حقيقيون، حتى وهم يحملون جراحًا أكبر من أعمارهم.