متابعة/سلمى محمد
فُجع الوسط الرياضي المصري صباح السبت 12 أبريل 2025، بخبر وفاة اللاعب إبراهيم الجمال، الشهير بـ”إبراهيم شيكا”، لاعب نادي الزمالك السابق، عن عمر ناهز 29 عامًا، بعد صراع مرير مع مرض السرطان استمر لأكثر من عامين.
إبراهيم شيكا وُلد عام 1996، وبدأ مشواره الكروي من بوابة نادي الزمالك، حيث تدرج في فرق الناشئين حتى تم تصعيده إلى الفريق الأول بفضل موهبته الكبيرة في مركز الظهير الأيسر. امتاز شيكا بالسرعة، الرؤية، والتمريرات الدقيقة، مما جعله من العناصر الواعدة التي انتظر منها جمهور الزمالك الكثير.
ورغم المنافسة الشرسة داخل الفريق الأول، تمكن شيكا من إثبات نفسه، وشارك في عدة مباريات مؤثرة، أظهر فيها التزامًا تكتيكيًا وروحًا قتالية كبيرة. وبعد فترة في الزمالك، انتقل إلى أندية أخرى مثل المقاولون العرب وطلائع الجيش، حيث واصل تقديم أداء مميز حظي بإعجاب مدربيه وزملائه.
في نهاية عام 2023، بدأت معاناة شيكا مع المرض، حين شُخّص بإصابته بسرطان المستقيم، أحد أنواع السرطانات الصعبة. بدأ على الفور رحلة علاجية تضمنت جلسات كيماوي وإشعاع، ما تسبب في تدهور حالته الجسدية بشكل سريع، حيث فقد الكثير من وزنه، واضطر إلى التوقف عن ممارسة أي نشاط رياضي.
ورغم حالته الصحية المتدهورة، ظل شيكا متماسكًا، محافظًا على ابتسامته المعهودة، وظهر في عدة صور ومقاطع فيديو وهو على كرسي متحرك، وسط دعوات من الجماهير ومحبيه بالشفاء.
مع انتشار حالته الصحية، لقي شيكا دعمًا واسعًا من الوسطين الرياضي والفني، أبرزهم الفنان تامر حسني، الذي أعلن تكفله بعلاجه على نفقته الخاصة، بعد انتشار مقطع مصور له وهو غير قادر على الكلام أو الحركة.
كما أعلن نادي الزمالك عن تضامنه الكامل مع اللاعب، وأبدى مجلس الإدارة استعداده لأي دعم يحتاجه. كذلك أطلقت حملات على مواقع التواصل الاجتماعي لدعمه نفسيًا وماديًا، في مشهد يعكس مكانة شيكا في قلوب المصريين.
في صباح 12 أبريل، أعلن الخبر الحزين عبر شقيقته التي كتبت عبر “إنستجرام”: “إبراهيم شيكا في ذمة الله”، ليبدأ سيل من رسائل النعي من لاعبين سابقين، جماهير، فنانين، وإعلاميين، الذين عبّروا عن صدمتهم برحيل لاعب شاب لم يعرف من الحياة سوى الصراع والكفاح.
وقد نعت رابطة الأندية المصرية اللاعب الراحل، كما قرر نادي الزمالك الوقوف دقيقة حداد في مباراته القادمة، تكريمًا لروح أحد أبنائه الأوفياء.
رحل شيكا، لكن رحيله لم يكن عادياً. فقد ترك بصمة في قلوب كل من تعامل معه. لاعب خلوق، محترف، مقاتل، وُصف دومًا بأنه “الولد الطيب” في الملاعب وخارجها. ورغم أن المرض أنهى مشواره مبكرًا، إلا أن شجاعته وبساطته ستبقى حاضرة في الذاكرة طويلاً.
رحم الله إبراهيم شيكا، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أسرته ومحبيه الصبر والسلوان.