وزارة الأوقاف تحيي ذكرى الشيخ الطنطاوي.. المصري الذي رفع راية الأزهر في قلب روسيا قبل قرنين

الشيخ الطنطاوي

 

 

كتبت ـ داليا أيمن 

 

أحيت وزارة الأوقاف، اليوم، ذكرى وفاة العلامة المصري الكبير الشيخ محمد عياد الطنطاوي، الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم عام 1861م، بعد مسيرة علمية فريدة جعلته من أوائل من حملوا رسالة الأزهر الشريف إلى أوروبا.

 

وُلد الشيخ الطنطاوي عام 1810 بمحافظة الغربية، وحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، ثم نهل من علوم الأزهر الشريف، فدرس الفقه والبلاغة والمنطق والبديع، وتأثر بشيخه العلامة حسن العطار، شيخ الأزهر الأسبق. وبعد تفوقه اللافت، نال شهادة العالمية، واختاره العطار لبعثة علمية إلى روسيا، استغرقت رحلته إليها أكثر من سبعين يومًا.

 

وفي مدينة سانت بطرسبرج، أقام الشيخ الطنطاوي أكثر من عشرين عامًا، درّس خلالها اللغة العربية والعلوم الإسلامية، حتى أصبح أحد أبرز أساتذة الجامعة الإمبراطورية الروسية، ونسج علاقات علمية وثقافية مع علماء من مختلف الأديان والثقافات، ما جعله جسرًا حضاريًا بين الشرق والغرب.

 

ترك الطنطاوي أثرًا خالداً بكتابه الشهير «تحفة الأذكيا في أخبار بلاد روسيا»، الذي وثّق فيه بدقة حياة الشعب الروسي، وعاداته، وأخلاقه، وأزيائه، ومأكولاته، ليصبح من أوائل الكتب العربية التي تناولت روسيا من منظور إنساني وثقافي.

 

وقد وافته المنية في جمادى الثانية سنة 1278 هـ، عن عمر ناهز الحادية والخمسين، ودُفن في مقبرة فولكوفو بسانت بطرسبرج، حيث نُقش على قبره: «هذا مَرقد الشيخ العالم محمد عيّاد الطنطاوي».

 

وفي لفتة وفاء وتقدير، زار الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، ضريح العالم المصري الجليل خلال مشاركته في القمة الدينية العالمية الأولى بسانت بطرسبرج، مؤكدًا أن الشيخ الطنطاوي يمثل رمزًا مصريًا عبقريًا ملهمًا، استطاع بعلمه أن يصنع لمصر والأزهر مكانة مرموقة بين علماء روسيا قبل قرنين من الزمان، وتقلد تقديرًا لذلك أرفع الأوسمة من قيصر روسيا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.