كتبت: ليلى إمام
يبدو أن العالم على بعد خطوة من وباء خطير”، تلك كانت الرسالة الأبرز في جرس الإنذار الذي أطلقه علماء جامعة أكسفورد، وزادت من المخاوف منظمة الصحة العالمية التي حذرت من خطورة المرض الذي عرفته بـ”المرض X”.
العالم الذي لم يستفق بعد من جائحة كورونا، على موعد مع مرض أكثر فتكا، وبخاصة أن ذلك يأتي بعد أيام من إعلان منظمة الصحة العالمية (WHO) أن “كوفيد-19” لم يُعد حالة طوارئ عالمية، ما يمثل نهاية رمزية للوباء الذي أودى بحياة 7 ملايين شخص على الأقل في جميع أنحاء العالم.
حيث حذر الخبراء من أن “المرض X” قد يسبب وباء أكثر فتكا، إلا أنهم لم يحسموا بعد إذا كان فيروسيا أو بكتيريا أو فطريا أو آخر – لن يكون هناك على الأرجح أي لقاحات أو القليل من العلاجات، إن وجد.
وقال الدكتور ريتشارد هاتشيت، من التحالف من أجل ابتكارات التأهب للأوبئة، لصحيفة “تلغراف” البريطانية: “هذا ليس مادة خيال علمي. هذا سيناريو علينا الاستعداد له. هذا هو المرض X”.
وصاغت منظمة الصحة العالمية مصطلح “المرض X” في عام 2018. وبعد عام واحد، عندما بدأ “كوفيد-19” في الانتشار في جميع أنحاء الصين، شهد العالم وباءً مميتًا ناجمًا عن فيروس جديد – ظهر “المرض X”.
كما قال الدكتور براناب تشاترجي، الباحث في قسم الصحة الدولية في كلية جونز هوبكنز بلومبيرغ للصحة العامة في بالتيمور، لصحيفة “ناشيونال بوست”: “ليس من المبالغة القول إن هناك احتمال لحدوث مرض X هو قاب قوسين أو أدنى. إن الموجة الأخيرة من حالات إنفلونزا الطيور H5N1 في كمبوديا هي مجرد مثال على ذلك”.
كما حذر الباحثون في جامعة أكسفورد أيضا من المرض، فقد أكدت الدكتورة كيت بينجهام رئيسة فريق عمل اللقاحات في المملكة المتحدة، وتيم هامز، خبير الصحة العامة بجامعة أكسفورد، إن الوباء الرئيسي التالي قادم، إنه بالفعل يلوح في الأفق، ويمكن أن يكون أسوأ بكثير ما يؤدي إلى مقتل ملايين الأشخاص.
وذكرت صحيفة ديلي ميل، إن العلماء طالبوا بتطوير اللقاحات وتوفيرها للجميع، وأن اليوم هناك عدد من الفيروسات المنشغلة بالتكاثر والتحور أكبر من جميع أشكال الحياة الأخرى على كوكبنا مجتمعة، لا تشكل جميعها تهديدًا للبشر بالطبع، لكن الكثير منها يشكل تهديدًا، حتى الآن، يعرف العلماء وجود 25 عائلة فيروسية، تضم كل منها مئات أو آلاف الفيروسات المختلفة، ويمكن لأي منها أن يتطور ليسبب وباءً.
ووفقًا لخبراء الصحة العالميين – ليس مجرد احتمال، وهذا مروع بما فيه الكفاية، والأمر الأكثر رعبًا هو حقيقة أن بريطانيا وبقية دول العالم لم تفعل سوى أقل القليل حتى الآن للاستعداد له، ولمكافحة المرض X – كما تسميه منظمة الصحة العالمية، بشكل مشئوم – سنحتاج مرة أخرى إلى تصميم اللقاحات وتسليمها في وقت قياسي، ولكن، في ظل الوضع الراهن، ليس هناك أي ضمان على الإطلاق بأن ذلك سيحدث.