كتبت /سلمى محمد
يظل يوم العاشر من رمضان (6 أكتوبر 1973) واحدًا من أعظم الأيام في تاريخ الأمة العربية، حيث سطر الجيش المصري ملحمة عسكرية فريدة باستعادة الأرض والكرامة في مواجهة العدو الإسرائيلي. نجحت القوات المسلحة المصرية في تحطيم أسطورة “الجيش الذي لا يُقهر”، واستعادت السيطرة على قناة السويس وسيناء، بعد سنوات من الاحتلال الإسرائيلي منذ نكسة 1967.
التحضيرات والتخطيط للعبور
عملت القيادة المصرية بقيادة الرئيس الراحل أنور السادات على التخطيط الدقيق للحرب، معتمدة على عنصر المفاجأة والتمويه الاستراتيجي. واستغرقت الاستعدادات شهورًا طويلة، تضمنت تدريبات مكثفة، وتجهيزات عسكرية متطورة، وتنسيقًا كاملاً بين أفرع القوات المسلحة.
العبور العظيم وتحطيم خط بارليف
في تمام الساعة 2 ظهرًا يوم 6 أكتوبر 1973 (العاشر من رمضان 1393 هـ)، انطلقت أكثر من 220 طائرة حربية مصرية في هجوم مباغت على مواقع العدو، بالتزامن مع قصف مدفعي مكثف. وتمكنت القوات البرية من عبور قناة السويس بواسطة القوارب المطاطية، مستخدمة خراطيم المياه لتدمير الساتر الترابي الحصين لخط بارليف، مما أدى إلى فتح ثغرات مكّنت الجنود من التقدم داخل سيناء.
نتائج الحرب والتأثير الإقليمي
أسفرت الحرب عن استعادة السيطرة على الضفة الشرقية للقناة، وفرضت القوات المصرية واقعًا جديدًا أجبر إسرائيل على الدخول في مفاوضات سلام انتهت بتوقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1978، والتي مهدت الطريق لاستعادة سيناء بالكامل عام 1982.
تبقى ذكرى العاشر من رمضان شاهدًا على قدرة الجيش المصري على تحقيق المستحيل، وإصراره على الدفاع عن الأرض والكرامة. ويحتفل المصريون كل عام بهذه الذكرى تخليدًا لبطولات الجيش، وتأكيدًا على أن التضحية والفداء هما سر بقاء هذه الأمة قوية ومتماسكة.