مصر تطرح رؤيتها لتكامل سلاسل القيمة الأفريقية في منتدى تركيا – أفريقيا بإسطنبول
د. عبد العزيز الشريف: مصر بوابة الاستثمارات التركية إلى القارة السمراء
كتبت ـ داليا أيمن
شارك الدكتور عبد العزيز الشريف، وكيل أول وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية ورئيس جهاز التمثيل التجاري المصري، نيابةً عن المهندس حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، في فعاليات منتدى الأعمال والاقتصاد: تركيا – أفريقيا الذي استضافته مدينة إسطنبول برعاية وزارة التجارة التركية والمجلس التركي للعلاقات الاقتصادية الخارجية (DEİK)، وبالتعاون مع الاتحاد الأفريقي.
وشهد المنتدى مشاركة واسعة من كبار الوزراء والمسؤولين ورجال الأعمال من تركيا والدول الأفريقية، واختُتمت فعالياته بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وخلال الجلسة الوزارية العامة التي ترأسها وزير التجارة التركي عمر بولات، ألقى د. الشريف كلمة مصر الرسمية التي أكد فيها أن مصر تمثل البوابة الرئيسية للاستثمارات التركية والأجنبية نحو الأسواق الأفريقية، مشيرًا إلى عمق العلاقات الاقتصادية بين القاهرة وأنقرة، وما تم تحقيقه مؤخرًا من خطوات عملية لتعزيز التعاون في القارة السمراء.
واستعرض الشريف – في كلمته – أبرز ملامح الاستراتيجية المصرية – الأفريقية الهادفة إلى تحقيق التكامل الاقتصادي، موضحًا أن مصر وتركيا تمتلكان إمكانات حقيقية لتأسيس سلاسل قيمة إنتاجية وصناعية مشتركة تخدم أسواق القارة وتدعم التوجه نحو التصنيع المحلي.
وأشار كذلك إلى نجاح مبادرة “جسور التعاون المصري – التركي في أفريقيا” التي نظمها جهاز التمثيل التجاري بالتعاون مع اتحاد المقاولين الأتراك بالعاصمة أنقرة مطلع أكتوبر الجاري، بمشاركة عشر شركات مصرية كبرى وعدد من البنوك ووحدة المشاركة بين القطاعين العام والخاص، والتي فتحت آفاقًا جديدة للشراكة في مشروعات البنية التحتية والمقاولات داخل القارة.
وخلال جلسة العمل المتخصصة بعنوان “سلاسل القيمة في قطاع المنسوجات: التحديات والفرص للتعاون بين تركيا وأفريقيا”، أكد الشريف على الدور الحيوي لهذا القطاع في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مشيرًا إلى أن التجربة التركية في الاستثمار في مصر أثبتت نجاحها وجعلت من مصر مركزًا صناعيًا رئيسيًا للمنتجات التركية في أفريقيا. كما شدد على أن القارة الأفريقية تمتلك موارد خامًا وقدرات تصنيعية تجعلها مؤهلة لأن تكون شريكًا فاعلًا في سلاسل القيمة العالمية.
كما أدار الشريف جلسة خاصة حول مصر، تم خلالها استعراض أهم الفرص الاستثمارية والتطورات الاقتصادية التي تشهدها البلاد أمام نخبة من المستثمرين الأتراك والأفارقة، مسلطًا الضوء على المزايا التنافسية للسوق المصري في القطاعات الصناعية والإنتاجية.
وعلى هامش المنتدى، التقى رئيس جهاز التمثيل التجاري المصري مع مصطفى دنيزر، رئيس الجانب التركي في مجلس الأعمال المصري التركي وأحد أقدم المستثمرين الأتراك في مصر، حيث جرى بحث التحضيرات لزيارة الوزير حسن الخطيب إلى إسطنبول مطلع نوفمبر المقبل للمشاركة في الاجتماع الوزاري لوزراء الكومسيك.
كما تم الاتفاق على تنظيم برنامج لقاءات ثنائية مكثفة بين الوزير ومسؤولي الحكومة التركية ومجتمعات الأعمال لبحث سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية المصرية – التركية.
واختُتم المنتدى بكلمة للرئيس رجب طيب أردوغان، أكد خلالها أهمية تعميق التعاون الاقتصادي بين تركيا وأفريقيا، مشيدًا بما حققه المنتدى من نتائج عملية ومشروعات مقترحة لتعزيز التكامل الصناعي والتجاري بين الجانبين.
وتشير البيانات الرسمية إلى أن حجم التبادل التجاري بين مصر وتركيا يبلغ نحو 10 مليارات دولار سنويًا، فيما تتجاوز الاستثمارات التركية في مصر 4 مليارات دولار، موزعة على مئات الشركات والمصانع العاملة في المنسوجات، الكيماويات، الصناعات الهندسية، والمواد الغذائية.