كتبت: منار محمد
شهد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، نيابة عن رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، اليوم الأحد، الافتتاح الرسمي لوكالة الفضاء الإفريقية في مقرها الجديد بمصر.
وحضر مراسم الافتتاح الدكتور بدر عبدالعاطي وزير الخارجية والهجرة، والفريق محمد عبدالجواد قائد القوات الجوية، ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتواصل الاجتماعي بأنجولا، ورئيس مجلس وكالة الفضاء الإفريقية، والرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، وعدد من السفراء وممثلي الدول الإفريقية ووكالات الفضاء الإقليمية والدولية.
وفي كلمته التي نقل فيها تحيات رئيس الوزراء، وصف الدكتور عاشور افتتاح الوكالة بأنه “لحظة تاريخية” تجسد التعاون والتكامل بين دول القارة في مجالات التعليم والبحث العلمي والتكنولوجيا، وخاصة في قطاع علوم وتكنولوجيا الفضاء.
وأكد أن هذه الخطوة تمثل تحقيقًا لحلم طال انتظاره، وأن موقع الوكالة بجانب وكالة الفضاء المصرية يعكس التوجه نحو تعزيز الجهود المشتركة.
وأشار الوزير إلى النمو المتسارع لصناعة الفضاء عالميًا، وأهمية استثمار القارة الإفريقية في هذا القطاع الحيوي لضمان مكانة عادلة لها والاستفادة من عوائده المتزايدة.
ولفت إلى أن الشباب الإفريقي يمثل قوة هائلة يمكن تحويلها إلى محرك لصناعة الفضاء في القارة من خلال التدريب والتأهيل الجيد.
وأوضح الدكتور عاشور أن تكنولوجيا الفضاء تتداخل مع مختلف فروع العلوم والهندسة والبحث العلمي، مما يعزز قيمتها كأداة تنموية شاملة.
وذكر أن مصر لديها تاريخ طويل في هذا المجال، وتستضيف الآن المدينة الفضائية التي تضم وكالتي الفضاء المصرية والإفريقية، بالإضافة إلى بنية تحتية متطورة لدعم برامج الفضاء الإفريقية وتعظيم الاستفادة منها.
وأكد اهتمام مصر بملف الفضاء في إفريقيا، واستضافتها للعديد من الاجتماعات الفنية التي ساهمت في إعداد واعتماد أول سياسة واستراتيجية موحدة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء في إفريقيا عام 2016، مشيرًا إلى أن فوز مصر باستضافة المقر الدائم للوكالة عام 2019 يعكس دورها الريادي في هذا المجال.
ووصف الوزير افتتاح الوكالة بأنه خطوة استراتيجية نحو مستقبل أكثر تقدمًا للقارة، معربًا عن أمله في أن تساهم الوكالة في تحقيق التحول الرقمي والتنمية المستدامة وتعزيز التقدم التكنولوجي، وتطوير أنظمة الإنذار المبكر، والاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية، وفتح آفاق جديدة للاستثمار والابتكار.
من جانبه، أعرب الدكتور بدر عبدالعاطي عن سعادته بافتتاح الوكالة، مؤكدًا أنها تمثل نقلة نوعية نحو امتلاك القارة للعلم والتكنولوجيا وتحقيق رؤية إفريقيا 2063. وأشار إلى أن استضافة مصر للمقر يعكس إيمانها بأهمية التعاون الإفريقي، وأنها قدمت دعمًا فنيًا ولوجستيًا لإنشاء الوكالة.
وعبر الدكتور تيتيان أواتارا عن فخره بهذا الحدث، مثمنًا دور مصر في استضافة المقر وتقديم الدعم اللازم، مؤكدًا أن القارة تفخر بريادة مصر في المجالات التكنولوجية.
وأكد الدكتور شريف صدقي أن إنشاء الوكالة بجوار وكالة الفضاء المصرية يجسد التكامل بين دول القارة، واستمرار مصر في تقديم الدعم لتحقيق أهدافها.
وشهد الحفل عرض فيلم وثائقي عن برنامج الفضاء الإفريقي، وكلمات لممثلي وكالات الفضاء الدولية والإفريقية، والكشف عن شعار الوكالة الجديد.
وعلى هامش الاحتفالية، تم توقيع مذكرات تفاهم بين وكالة الفضاء الإفريقية ووكالات الفضاء الأوروبية والإماراتية والروسية لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات.
تهدف وكالة الفضاء الإفريقية إلى تعزيز قدرات القارة في تكنولوجيات الفضاء لتحقيق التنمية المستدامة، ومواجهة التحديات في مجالات الأمن الغذائي، والبيئة، والصحة، وإدارة الموارد الطبيعية، والاستجابة للكوارث، وتطوير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
