كتبت : سعاد محمد
مايكل غامبون هو واحد من أبرز الممثلين البريطانيين الذين تركوا بصمة لا تمحى في عالم المسرح والسينما والتلفزيون ولد غامبون في 19 أكتوبر 1940 في دبلن أيرلندا لأب إيرلندي وأم إنجليزية في سن السادسة انتقلت عائلته إلى لندن حيث نشأ وتعلم في مدارسها ومنذ سن مبكرة أظهر غامبون اهتمام كبير بالفن وتحديد في مجال التمثيل ليبدأ مسيرته الفنية في واحدة من أكثر الفترات الفنية تأثير في تاريخ المسرح البريطاني.
بدأ غامبون مسيرته الفنية في أوائل الستينيات من القرن الماضي حيث انضم إلى مسرح “Old Vic” الشهير في لندن وقد أصبح هذا المسرح نقطة انطلاقه نحو عالم التمثيل حيث تعلم أساسيات الفن المسرحي وطوّر مهاراته في التمثيل في بداية مسيرته شارك غامبون في العديد من العروض المسرحية البارزة والتي من خلالها أثبت نفسه كممثل موهوب ومتفوق.
إحدى المحطات الهامة في مسيرته المسرحية كانت فوزه بجائزة “Laurence Olivier” في عام 1986 عن دوره في العمل الكوميدي “A Chorus of Disapproval” وقد أتبعه بفوز آخر في عام 1988 بجائزة “Laurence Olivier” كأفضل ممثل عن أدائه في مسرحية “A View from the Bridge” كما حصل في عام 1987 على جائزة “London Evening Standard” كأفضل ممثل عن نفس العرض هذه الجوائز جعلت منه واحد من الأسماء البارزة في عالم المسرح البريطاني.
في أواخر السبعينيات قرر غامبون التوسع في مجاله الفني وبدأ يدخل عالم السينما والتلفزيون بالرغم من نجاحه الكبير في المسرح كانت السينما والتلفزيون قد أصبحا مجالين مناسبين لظهوره كممثل ذو قدرة استثنائية على أداء الأدوار المعقدة.
من أبرز الأدوار التي عرفها الجمهور من خلالها كان دوره في سلسلة أفلام “Harry Potter” حيث تولى شخصية “ألباس دمبلدور” بعد وفاة الممثل ريتشارد هاريس في عام 2002 ظهرت شخصية دمبلدور في العديد من الأفلام بدءًا من “Harry Potter and the Prisoner of Azkaban” وصولًا إلى “Harry Potter snf the Half-Blood Prince” تألق غامبون في هذا الدور وقدم دمبلدور بطريقة مميزة للغاية حيث مزج بين الحكمة الغامضة والسلطة الروحية مما جعله واحد من الشخصيات المفضلة لدى جمهور “Harry Potter” كانت هذه الشخصية تمثل تحدي خاص له لكنه نجح في تقديمها بكفاءة عالية جعلت منه جزء أساسي من نجاح السلسلة.
إضافة إلى ذلك كان لغامبون حضور قوي في العديد من الأعمال السينمائية البارزة مثل “The Cook, the Thief, His Wife & Her Lover”، و”The Singing Detective”، و”Sleepy Hollow” في كل من هذه الأعمال قدم غامبون أدوار معقدة وصعبة تجلت فيها قدراته التمثيلية المتميزة بالإضافة إلى ذلك شارك في عدة مسلسلات تلفزيونية ناجحة مثل “The Casual Vacancy” و”Fortitude” مما عزز مكانته كممثل متعدد الأبعاد قادر على النجاح في مختلف الأنواع الفنية.
حظي غامبون بتقدير كبير من الأوساط الفنية والجماهير على حد سواء فقد حصل على العديد من الجوائز والتكريمات طوال مسيرته الفنية أبرزها جوائز “Laurence Olivier” و”London Evening Standard” و”London Critics Circle” التي تتوج مسيرته المليئة بالإنجازات هذه الجوائز كانت تعبير عن جودة أدائه وقدرته على تقديم شخصيات معقدة وبراعتها في مختلف الأنماط الدرامية.
من خلال هذه الجوائز أصبح غامبون واحد من أبرز الأسماء في عالم التمثيل البريطاني والعالمي ما أكسبه احترام النقاد والجماهير وكان دائمًا ما يشيد بقدراته الفائقة في تجسيد أدوار تتسم بالتنوع والعمق وهو ما جعله أحد الشخصيات المحورية في تاريخ الفن البريطاني.
فيما يتعلق بحياة غامبون الشخصية كان معروف بكونه شخص محب للخصوصية في عام 1969 تزوج من سالي جرين التي كان له معها علاقة مستقرة ولهما ابن واحد تميزت حياة غامبون بكونها بعيدة عن الأضواء الإعلامية حيث فضل العيش بعيد عن الاستعراضات الإعلامية والظهور في المناسبات العامة هذا الجانب من حياته الشخصية جعل الكثير من محبي أعماله يحترمون تفانيه في فنه دون أن يتأثر حياته الخاصة بالصخب الإعلامي.
توفي مايكل غامبون في 28 سبتمبر 2023 عن عمر يناهز 82 عام مما أحدث موجة من الحزن في الأوساط الفنية غادرنا غامبون ولكن إرثه الفني سيظل حي للأبد فهو قد ترك بصمة واضحة في مجالات المسرح والسينما والتلفزيون من خلال أعماله المتنوعة والمتميزة حافظ غامبون على مكانته بين أعظم الممثلين في تاريخ الفن البريطاني.
لقد ظل اسمه مرادف للإبداع والاحترافية وسيستمر في إلهام الأجيال القادمة من الفنانين إذا كانت مسيرته قد تميزت بالقدرة على تقديم الشخصيات المميزة والمعقدة فإن إسهاماته العميقة في تعزيز ثقافة الفنون المسرحية والسينمائية في المملكة المتحدة وحول العالم جعلت منه ركيزة من ركائز صناعة الفن العالمية.