كتبت /سلمى محمد
كل أب وأم قابلوا الموقف ده قبل كده…
ابنك راجع من المدرسة متضايق وبيقولك إن زميله ضربه. أول سؤال بيدور في بالك: “أقوله يضربه ويرد عليه، ولا يقولي وأنا أتصرف؟” المشكلة هنا إنك محتار بين حاجتين مهمين، إنك تعلّمه يدافع عن نفسه وما يبقاش ضعيف، وفي نفس الوقت ما تخليش العنف يكون أول رد فعل ليه.
الحل مش ساهل، لكنه موجود!
أول حاجة، لازم ابنك يكون عنده ثقة في نفسه، ويعرف إنه مش مطالب يتحمّل الأذى، لكنه كمان مش لازم يتحول لشخص عدواني. لو طفل ضربه، رد الفعل الصح هيختلف حسب الموقف:
1. لو الضربة كانت مرة واحدة وعابرة: الأفضل إنه يتجاهل الموقف ويبعد، لأن مش كل حاجة تستاهل رد فعل عنيف.
2. لو الضرب متكرر أو فيه تنمر: هنا لازم يعرف إنه مش غلط إنه يروح للمدرس أو لشخص كبير ويحكي له، لأن دي مش شكوى، دي خطوة ذكية لحل المشكلة.
3. لو الدفاع عن النفس ضروري: في حالات معينة، لو حد بيهاجمه بجد، لازم يعرف إزاي يدافع عن نفسه من غير ما يكون عنيف زيادة. مثلاً، يبعد الطفل اللي بيضربه، أو يحاول يوقفه بكلام حازم، أو حتى يبعد عنه ويتجنب الصدام.
طب أقول له إيه لو حد ضربه؟
“لو حد ضايقك، جرب تبعد الأول.”
“لو مستمر في ضربك، قول له بحزم: (ابعد عني!) بصوت واضح.”
“لو الضرب زاد، ابعد عنه وخلي حد كبير يعرف.”
“لو اضطريت تدافع عن نفسك، اعمل ده من غير عنف زيادة.”
ما بين الضعف والعنف… في منطقة وسط!
مش عيب إن الطفل يطلب المساعدة، لأن ده مش ضعف، ده تصرف ذكي. وفي نفس الوقت، ما ينفعش يتعلم إنه لازم يكون عنيف عشان ياخد حقه. التوازن هو إن ابنك يعرف إزاي يتعامل مع المواقف بقوة، لكن من غير ما يكون مؤذي أو يتحول لشخص بيستخدم الضرب كأول حل.
دور الأهل هنا إيه؟
نتكلم معاه ونفهمه إن الدفاع عن النفس مش معناه الرد بالعنف.
نعلمه طرق ذكية للتعامل مع الموقف، زي إنه يواجه اللي بيضايقه بكلام قوي أو يطلب المساعدة من شخص مسؤول.
نتابع مع المدرسة لو حسينا إن فيه مشكلة متكررة، خصوصًا لو الموضوع فيه تنمر واضح.
في رأيي الشخصي :
لما طفل يضرب ابنك، الحل مش إنك تقوله “اضربه” ولا “اشتكي وبس”، لكن الحل في إنك تعلّمه يختار رد الفعل الصح حسب الموقف. قوة الشخصية مش في العنف، لكن في الذكاء في التعامل مع المواقف المختلفة.