كتبت / سلمى محمد
في مثل هذا اليوم توفي ديمتري مندليف في 2 فبراير 1907 عن عمر يناهز 72 عامًا، لكن عمله ظل مؤثرًا في العلوم الحديثة، ولا يزال الجدول الدوري حتى اليوم أحد أعظم الاكتشافات العلمية.
يُعد ديمتري إيفانوفيتش مندليف (1834-1907) واحدًا من أعظم العلماء في مجال الكيمياء، حيث أسهم في تطوير الجدول الدوري للعناصر، الذي أصبح حجر الأساس في علم الكيمياء الحديثة. كان مندليف عالمًا روسيًا ذا رؤية استثنائية، حيث لم يقتصر عمله على تصنيف العناصر فحسب، بل تنبأ أيضًا بوجود عناصر لم تُكتشف بعد، وهو ما جعله شخصية بارزة في تاريخ العلم.
وُلِد مندليف في 8 فبراير 1834 في مدينة توبولسك بسيبيريا، روسيا. كان الأصغر بين 17 طفلًا في عائلة عانت من صعوبات مالية بعد وفاة والده. لكن والدته ماريا ديمتريفنا بذلت جهدًا كبيرًا لتوفير تعليم جيد له، مما ساعده على دخول معهد سانت بطرسبرغ التكنولوجي، حيث بدأ اهتمامه بالكيمياء يتبلور.
ومن أبرز إسهاماته….
١. الجدول الدوري للعناصر
في عام 1869، وضع مندليف الجدول الدوري لترتيب العناصر الكيميائية وفقًا لأوزانها الذرية وخصائصها. ما يميز عمله أنه ترك فراغات في الجدول، متنبئًا بوجود عناصر لم تُكتشف بعد، مثل الجاليوم (Ga) والجرمانيوم (Ge)، وعندما تم اكتشافها لاحقًا، كانت خواصها متطابقة تقريبًا مع توقعاته.
٢. تطوير النظريات الكيميائية
لم يكن الجدول الدوري إسهامه الوحيد، بل عمل أيضًا على تطوير القوانين الكيميائية، ودرس حالات المادة، وساهم في تطوير الصناعات الكيميائية في روسيا.
٣. الأبحاث في الديناميكا الحرارية
كان له إسهامات في مجال الفيزياء والكيمياء الحرارية، حيث درس تمدد السوائل وتأثيرات الضغط والحرارة على الغازات.
حصل مندليف على العديد من الأوسمة والتقديرات، رغم أنه لم يفز بجائزة نوبل، وهو أمر أثار جدلًا بين العلماء. لكن إرثه العلمي ظل خالدًا، وسُمِّي العنصر رقم 101 في الجدول الدوري باسمه تكريمًا له: مندليفيوم (Md).
كان ديمتري مندليف عالمًا ذا رؤية مستقبلية، حيث وضع نظامًا ساعد العلماء على فهم الكيمياء بعمق أكبر. ولا يزال تأثيره حاضرًا في كل معمل وكل كتاب كيمياء، مما يجعله واحدًا من أعظم العقول العلمية في التاريخ.