ضره الكترونيه

التكنولوجيا

 

 

 

بقلم/ لطيفه مؤمن 

 

لقد أصبح كل ما حولنا إلكتروني حتي اصعب مخاوف الشخص أن يأتي لحبيبه أو حبيبته شخص آخر ليقاسمه فيه ويأخذ من وقته واهتمامه والان أصبح لدينا كل ما نخاف يسكن في أيدي ازوجنا طيلت الوقت لقد اختار بعض منا أن يجعل من تلك الشاشه الغبيه شريكة حياه تاركا شريك حياته الفعلي يبحث عن انيس وونيس يبحث عن الدفء والحب والحياه عن شخص يشاطره أفراحه وأحزانه يعرف أدق تفاصيل يومه يفهم طباعه أكثر من ذاته نحن لا نحتاج الي شركاء سكن نتقاسم معهم قطعة الخبز نحن نريد شركاء حياه نتقاسم معهم مر العناء الذي تجرعناه سويا حتي نصل لذلك الخبز 

لقد اخترنا أن نجعل من هواتفنا أهل وصحبه لنا عوضا عن كل الاقارب والاحبه 

تنظر إلي الأجواء الاسريه من قبل عدة أعوام تجدها مليئة بالتفاصيل والمواقف والحكايات تجدهم نجحوا في تكوين ذكريات وصنع روابط قويه وحنين يربط بين جميع أفراد تلك الاسره 

أما الآن اصبحت البيوت هادئه قاتمه لا حياة فيها ولا حيويه ينتهي كلا منا من مهامه في هدوء ليعود الي غرفته وهاتفه دون أي تفاعل ولا النطق باي حرف عما دار في يومه 

فيعبر عن غضبه ببوست وعن حزنه باستوري وعن فرحته بريلز وعن اشتياقه بتاج حتي أنه في بعض الأحيان من الممكن أن يتحول التوصل بين أفراد الأسرة الواحده داخل المنزل الواحد الي مكالمات هاتفيه جافه الابن يسأل عن والدته الي تسكن الغرفه المجاوره له وتبعده بضع أمتار فقط برسالة أو ربما رنة هاتف 

لقد تحولت تعبيرات الحب والحزن وغيرها من مشاعر الي ايموشنات 

فتصلب مع ذاك التطور المزري مشاعرنا وقست قلوبنا وجفت الكلمات 

اصبحنا نلهس خلف المشاهدات والمحبه تكمن في عدد التفاعلات 

ونصنع من كل تافه تريند 

نقضي علي الهاتف ما يكفي لبناء امم كامله لا أسر 

تعلمون سيأتي الوقت الذي نفيق فيه ونعي خطورة الأمر ولكن بعد ماذا ؟بعد ضياع كل الفرص ستجد حوائط قد بنيت بينك وبين زوجتك وفجوات بينك وبين عائلتك وربما ضاعت احلي سنين ابناؤك ولم تشاركهم تلك السنين ولا يجمعك بهم اي ذكريات 

جعلت من نفسك شخص مغترب وانت الذي تحيا وسط عائلتك 

زوجتك التي تغضب من بعدك ستالف وحدتها وتكون حياه أخري بعيده كل البعد عن إنتظار وجودك وشعورك بها وبالتأكيد أن عدت في يوما لن تجد تلك الشقيه التي تركتها من أعوام وغرقت في حياتك فهي أصبحت صامته مثلك أدركت أن الحديث لن يجدي نفعا واختارت أن تستسلم وتنطفي حتي تستطيع العيش بجوارك 

قبل أن تخسر. مكانك في قلب وحياة كل من حولك وقبل أن تجف المشاعر ويضيع الوقت علي صنع الذكريات 

لا تجعل من نفسك اله أو سجين لاله 

لن تعوضك الحياه الافتراضية عن حياتك الشخصيه لن يعطوك الحب والحنان ان تألمت ولا الرعايه والاهتمام أن مرضت 

ازرع حب تجني حب لا تجعل ارضك الخصبه بور باهمالك ولا تلغي نفسك من حياة اولادك فما تعطيه حنان وعاطفه اليوم لهم ستلقاه رعايه وبر لك عند كبرك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.