كتبت /سلمى محمد
في مثل هذا اليوم من كل عام، يحتفل عشاق الفن بذكرى ميلاد الفنانة المصرية شادية، التي وُلدت في 8 فبراير 1931، وظلت واحدة من أعظم نجمات الغناء والسينما في تاريخ مصر والعالم العربي. بصوتها العذب، وأدائها البسيط والعفوي، استطاعت أن تحفر اسمها في وجدان الأجيال المتعاقبة، فكانت “دلوعة السينما المصرية” و”صوت مصر” الذي غنى للحب والوطن.
وُلدت فاطمة أحمد كمال شاكر، المعروفة فنيًا بشادية، في حي الحلمية بالقاهرة، وبرزت موهبتها الغنائية منذ الصغر. بدأت مشوارها الفني في أواخر الأربعينيات بعد أن اكتشفها المخرج أحمد بدرخان والموسيقار رياض السنباطي، وسرعان ما لفتت الأنظار بجمال صوتها وخفة ظلها.
أول ظهور لها على الشاشة كان عام 1947 في فيلم “أزهار وأشواك”، لكن انطلاقتها الحقيقية جاءت بعد تعاونها مع الفنان محمد فوزي في فيلم “العقل في إجازة”. ومنذ ذلك الحين، بدأت رحلتها نحو النجومية لتصبح واحدة من أبرز نجمات جيلها.
قدمت شادية أكثر من 100 فيلم، تنوعت بين الرومانسي والكوميدي والدرامي، ومن أشهر أفلامها:
“معبودة الجماهير” (مع عبد الحليم حافظ)
“الزوجة 13”
“مراتي مدير عام”
“شيء من الخوف”
“لا تسألني من أنا”
أما في مجال الغناء، فقدمت عشرات الأغاني التي لا تزال تُردد حتى اليوم، مثل:
“يا حبيبتي يا مصر” – التي أصبحت نشيدًا وطنيًا
“إن راح منك يا عين”
“وحياة عينيك وفداها عنيّ”
“سونة يا سونة”
في منتصف الثمانينات، قررت شادية الاعتزال وهي في قمة مجدها، وابتعدت عن الأضواء تمامًا، متفرغة لحياتها الروحية والعمل الخيري. وكان آخر أعمالها الفنية هو مسرحية “ريا وسكينة”، التي كانت أول وآخر تجربة مسرحية لها.
رحلت شادية عن عالمنا في 28 نوفمبر 2017، لكنها تركت بصمة لا تُمحى في تاريخ الفن المصري والعربي. لا يزال صوتها يطرب القلوب، وأفلامها تُعيدنا إلى زمن الفن الجميل. وفي ذكرى ميلادها، يظل اسمها حاضرًا في ذاكرة محبيها، فهي ليست مجرد فنانة، بل جزء من وجدان مصر والعالم العربي.
رحم الله شادية، وأبقى فنها خالدًا للأجيال القادمة.