رئيس الوزراء في المنتدى المصري الأمريكي: تمكين القطاع الخاص ركيزة أساسية لنمو مصر الاقتصادي
د. مصطفى مدبولي
كتبت: منار محمد
ألقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، كلمة رئيسية خلال الجلسة الافتتاحية لمنتدى قادة السياسات بين جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة لعام 2025، يعكس هذا المنتدى الأهمية الاستراتيجية للتعاون الاقتصادي بين البلدين.
حضر المنتدى عدد من الوزراء المصريين، إضافة إلى السفيرة الأمريكية بالقاهرة، وأعضاء غرفة التجارة الأمريكية ومجلس الأعمال المصري الأمريكي.
استهل رئيس الوزراء كلمته بالترحيب بالحضور، مؤكدًا أن مصر شريك موثوق وفاعل للولايات المتحدة وأن هذه الشراكة تكتسب أهمية خاصة في ظل التحولات الإقليمية والعالمية.
كما شدد مدبولي على أن تمكين القطاع الخاص يعد حجر الزاوية في استراتيجية مصر للتحول الاقتصادي، هذا يعكس التزام الحكومة بتوفير بيئة تنافسية ومحفزة للشركات الخاصة.
وأشار إلى الخطوات الملموسة التي اتخذتها مصر لتحقيق هذا التوجه، أبرزها إصدار وتطبيق “وثيقة سياسة ملكية الدولة” لتحديد القطاعات التي ستقلص الدولة دورها فيها، كذلك توسعت مصر في تطبيق آليات الشراكة بين القطاعين العام والخاص (PPPs) في قطاعات حيوية مثل النقل، الطاقة المتجددة، التعليم، والبنية التحتية للمياه.
نوه أيضًا إلى إنشاء منصات مخصصة لدعم المستثمرين، مثل نظام “الرخصة الذهبية” لتبسيط الإجراءات.
وفي سياق متصل، أكد رئيس الوزراء على اهتمام مصر البالغ بتعزيز مناخ الأعمال، هذا من خلال إصلاحات مالية ونقدية شاملة، رقمنة الخدمات الحكومية، وتطوير الأطر التشريعية حيث أسهمت هذه الإصلاحات في رفع معدلات الشفافية وزيادة القدرة على التنبؤ وتعزيز التنافسية.
استعرض مدبولي أيضًا الاستثمارات الضخمة التي ضختها الدولة في البنية التحتية خلال العقد الماضي، شملت هذه الاستثمارات توسيع شبكات الطرق والسكك الحديدية، تحديث الموانئ والمطارات، وزيادة قدرات الطاقة، بالإضافة إلى إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة و24 مدينة جديدة، كل هذا يهدف إلى إرساء أسس اقتصاد مستقبلي أكثر توازنًا وتنوعًا.
سلط رئيس الوزراء أيضا الضوء على أهمية المورد البشري في صميم التحول الاقتصادي لمصر حيث أكد أن الشباب المصري يمثل أحد أهم موارد البلاد بإبداعهم، طموحهم، والتزامهم بالتحول الرقمي.
أشار كذلك إلى تبني مصر للرقمنة والشمول المالي كمحركات رئيسية للنمو، وجهود “استراتيجية مصر الرقمية” للتحول نحو ريادة إقليمية في الابتكار الرقمي.
في ختام كلمته، دعا الدكتور مدبولي مجتمع الأعمال الأمريكي لاستكشاف الفرص الاستثمارية الوفيرة في مصر حيث أكد أن مصر ليست سوقًا يضم أكثر من 107 ملايين نسمة فحسب، بل هي أيضًا بوابة إلى القارة الأفريقية والشرق الأوسط توفر للمستثمرين إمكانية الوصول إلى أكثر من 1.5 مليار مستهلك عبر شبكتها الواسعة من اتفاقيات التجارة.
بدوره، أعلن رئيس الوزراء أيضًا عن تطورين مهمين يخصان قطاعي السيارات ومنتجات الألبان، وهو صدور قرار بإلغاء شرط الالتزام بالمواصفات القياسية المصرية الإلزامية لبعض السلع الهندسية، مما يفتح السوق المصرية أمام المركبات الأمريكية دون عوائق.
أما فيما يخص منتجات الألبان، تم الإعفاء الدائم لمنتجات الألبان ومشتقاتها من شرط الحصول على شهادة الحلال عند الاستيراد، مما يعزز العلاقات التجارية.
اختتم مدبولي كلمته بعبارة مباشرة لمجتمع الأعمال الأمريكي: “إصلاحاتنا حقيقية، أسواقنا ديناميكية، وشعبنا مستعد؛ فلنعمل معًا على بناء تقنيات، صناعات، وابتكارات تخدم مصالح بلدينا.”