اكتشافات أثرية جديدة بمعبد الرامسيوم بالأقصر تكشف عن جانب كبير من أسراره

آثار

 

 

كتبت: منار محمد 

 

 

 

في قلب مدينة الأقصر الساحرة، وبين جدران معبد الرامسيوم الشاهد على عظمة الفراعنة، تتكشف فصول جديدة من قصة الحضارة المصرية القديمة، أعلنت وزارة السياحة والآثار عن اكتشافات أثرية مذهلة قامت بها البعثة المصرية الفرنسية المشتركة، والتي لم تقتصر على العثور على مقابر ومخازن فحسب، بل قدمت نافذة فريدة على تفاصيل الحياة اليومية والتعليم والإدارة في محيط هذا الصرح العظيم.

 

أحد أبرز هذه الاكتشافات هو الكشف عن “بيت الحياة”، الذي يمثل مدرسة علمية ملحقة بالمعبد.

 

 لم يكشف هذا الموقع الاستثنائي عن التصميم المعماري للمؤسسة التعليمية فحسب، بل قدم أيضًا لمحات نادرة عن العملية التعليمية نفسها، حيث عُثر على بقايا رسومات وألعاب مدرسية، لتكون بذلك أول دليل مادي على وجود مدرسة داخل الرامسيوم، الذي عرف قديمًا باسم “معبد ملايين السنين”.

 

وفي سياق متصل، كشفت الحفائر في مناطق أخرى من المعبد عن تفاصيل أخرى تلقي الضوء على الحياة اليومية. 

 

ففي الجهة الشمالية، تم العثور على مخازن كانت تستخدم لحفظ زيت الزيتون والعسل والدهون، بالإضافة إلى أقبية لتخزين النبيذ، حيث عُثر على ملصقات للجرار تشير إلى اهتمام دقيق بعملية التخزين. 

 

وتُشير هذه الاكتشافات إلى أن الرامسيوم لم يكن مجرد مكان للعبادة، بل كان مركزًا اقتصاديًا حيويًا يقوم بتوزيع المنتجات على سكان المنطقة.

 

أما في المنطقة الشمالية الشرقية، فقد تم الكشف عن عدد كبير من المقابر التي تعود إلى عصر الانتقال الثالث، والتي احتوت على أواني كانوبية وأدوات جنائزية وتماثيل أوشابتي مصنوعة من الفخار، مما يقدم معلومات قيمة عن طقوس الدفن والمعتقدات الدينية في تلك الفترة.

 

وقد أشاد وزير السياحة والآثار، السيد شريف فتحي، بالجهود المضنية التي تبذلها البعثة للكشف عن هذه الأسرار الجديدة، مؤكدًا على أهمية هذه الاكتشافات في إثراء فهمنا للدور الديني والمجتمعي الذي لعبه معبد الرامسيوم في مصر القديمة.

 

من جانبه، أوضح الدكتور محمد إسماعيل، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن هذه الاكتشافات تفتح آفاقًا جديدة لدراسة التاريخ الطويل والمعقد للمعبد، الذي يعود إلى عصر الدولة الحديثة، وتحديدًا عصر الرعامسة.

 

 وأضاف أن الرامسيوم كان بمثابة مؤسسة ملكية متكاملة، لم تقتصر على إقامة الطقوس الدينية، بل امتد دورها ليشمل جوانب إدارية واقتصادية هامة، مشيرًا إلى وجود نظام هرمي من الموظفين المدنيين العاملين داخل المعبد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.